سكان الطيرة, كان بينهم وبين اهل دالية الكرمل تعارف وصداقة,

blog post with image
 ومن الحوادث التي تستحق الذكر التي حصلت للبلد. من المعلوم انه كانت عدة قرى درزية صغيرة مسكونة في الكرمل وذلك في زمن حكم الأمير فخر الدين المعني وهم: أم الشُقف، بستان، حجلة، رقطية،الشلالة, الدامون، الزرّاعة، عسفيا، ودالية وغيرها. عاش أهلها على الزراعة وتربية المواشي وصنع الفحم. وحدث انه كان اشخاص من قرية رقطية المجاورة لعين حوض,  جهالا عديمي الغيرة والشرف, يصنعون الفحم بقرب طريق يمر من عين حوض الى الدامون, فمرتّ بهذا الطريق امراة إسمها آمنة, مصابة برمد العيون, وصفوا لها طبيبا من سكان الدامون, يتعاطى علاج رمد العيون بذلك الوقت، فذهبت المسكينة لوحدها, وقيل إنها كانت لابسة قلادة من فضة, تساوي مبلغا من المال, فلما رآها الجهال, أخذهم الطمع فقتلوها ووضعوا جثتها في المشحرة. وعند غيابها زمنا طويلاً, أخذ أهلها وأهل البلد في تقصي الأثر والسؤال عنها, حتى وصلوا الى معرفة الحقيقة, وتبيّن لهم من العظم المدفون في الفحم. ولا يُعقل ان يؤخذ الطائع بجرم العاصي, ولكن التعصب الديني, جعل مقتل آمنة كقميص عثمان, فاتهم السكان الدروز, وأجبروا على ترحيل جميع القرى, وطردهم بدمها, وتشويه سمعتهم. وهكذا رحل السكان من جميع القرى من جملتهم الدالية, وسكن أهل الدالية في قرى 

الجولان, بقرية تعرف باسم "زعورة" وعين فيت
  لكن سكان الطيرة, كان بينهم وبين اهل دالية الكرمل تعارف وصداقة, فلم يرضوا بذلك, بل ذهبوا الى الجولان بالقرى المذكورة, واجتمعوا بسكان الدالية, وقالوا لهم :" نحن لا نوافق على رحيلكم, وليس لكم اي ذنب ولا صلة مع المجرمين, وان أهالي عين حوض لا يوجد لهم عندكم حق  أبدا,ً ونحن لا نذهب إلا برجوعكم ". وفعلاً رجعوا الى الدالية وسكنوا فيها. وقد اشتروا من الحكومة العثمانية اراضي قرية ام الشقف, لأن الحكومة بعد نزوح السكان, أعلنت بيع القرى المذكورة بالمزاد العلني, وأهل عسفيا اشتروا قسمًا من اراضي الدامون في ذلك الوقت
وحدث سنة 1910, بينما كان بعض من سكان دالية الكرمل بحيفا, وفي طريق عودتهم, وجدوا اشخاصا من الطيرة رابطين ليسلبوهم, فضربوا رجلا منهم قتل في الحال, وفرّ السالبون الى قرية الطيرة, وأعلموا أهل الطيرة بأن اشخاصا من الدالية تعرّضوا لهم وقتلوا منهم رجلا على الشارع.  وكان عدد نفوس الطيرة اكثر من الدالية بأضعاف متضاعفة, فتجمعت أهالي الطيرة لهدم الدالية, فوصلوا الى قرب عين ماء, ووجدوا قطيع البقر الخاص بجميع السكان, فبدأوا بسوقه. فصرخ الرعيان بصوت عالٍ, وطلبوا النجدة, وهنا ظهرت الشجاعة والمعجزة, إذ لم تمضِ دقائق معدودة, حتى تجمعت أهالي الدالية باكملها, ولاذ الزاحفون للنهب والسلب الفرار خوفاً من أشبال بني معروف, الذين طردوهم بالحجارة والعصيّ, ولم يستعملوا السلاح الناري, بحيث لم يحتاجوه لصدهم ودحرهم. ولربما كان عدد شباب الدالية بالنسبة لعدد شباب الطيرة حوالي الخُمس. وبعد هذا الهجوم وفشله وافق أهل الطيرة على الصُلح ودفع الدية المتبعة. حضر الصلح وجوه الدالية وأم الزينات

احدث المقالات