كي لا ننسى مذبحة بلد الشيخ الأول من يناير 1948

blog post with image

الأول من يناير 1948

قرية على بعد 5 كيلومتر من جنوب شرق مدينة حيفا عند السفح الشمالي لجبل الكرمل قرب حافة مرج ابن عامر، وعلى ارتفاع 100 متر عن سطح البحر، يمر بشرق وشمال شرق القرية نهر صغير هو نهر الـمقطع على بعد أقل من كيلو مترين، وهو الحد الشمالي الشرقي لأراضيهما، وتمر بأراضيها عدة أودية صغيرة تنتهي في مرج ابن عامر. تكثر بها الآبار على طول حافة جبل الكرمل، وبها خزان ـماء على بعد 1.25 كيلو متر من شمالها الغربي.

بلغت مساحة القرية في عام 1945 في القرية 241 دونماً، ومساحة أراضيها 9,9 دونماً، يقع نصف الأراضي في مرج ابن عامر والباقي في جبل الكرمل، وكان عدد سكانها حوالي 4120 نسمة في نفس العام.
 

قرية بلد الشيخ

طريق بلد الشيخ

 

شحنت الأجواء في مدينة حيفا بين اليهود والعرب، بعد إعتداء الصهاينة على عمال في ميناء حيفا وقتل ما يزيد عن خمس عمال، فقام العمال العرب بالرد على ذلك الهجوم، بالهجوم على العمال اليهود المتواجدين في الميناء وقتلوا 41 يهوديا. وكان أغلب العمال العرب من قرية الشيخ، لذا تخوف الأهالي انتقام الصهاينة من أهالي القرية، فبدؤا بفرض حراسات حول أطراف القرية ولكن لم تكن كافية، وأستغل الصهاينة ذلك وعملوا على سرعة التنفيذ والسبق في الهجوم.

المذبحة

خططت عصابة الهاجاناه لتطويق القرية وقتل اكبر عدد ممكن من أهالي القرية وتخريب ممتلكاتهم وتدمير منازلهم، فتحركت قوات من البلماخ من قرية الياجور المحتلة قوامها 170 صهيونيا بقيادة حاييم افينوعام مع فجر الخميس وبداية عام 1948، ووصلوا القرية عند الساعة الواحدة والنصف فجرا وبدء الهجوم واستمر قرابة الثلاث ساعات حتى الرابعة والنصف صباح الخميس.

بدء الهجوم بقصف مدفعي متواصل هدفه تدمير دمر المنازل المتواجدة على أطراف البيوت، بعدها تسلل الصهاينة إلى داخل القرية ودخلت البيوت وتقتل كل من تجده، لا تفرق بين نساء ورجال وأطفال وشيخ، بالإضافة إلى التخريب والتدمير.

كانت هناك حراسة بسيطو وسلاح غير كافي، ولكن القرية قاومت بقدر ما تستطيع، وفقد استطاع أهلها أن يوقفوا الهجوم ويوقعوا خسائر في صفوف المعتدين رغم قلة العتاد، واضطر المهاجمون على ترك بعض قطع العتاد التي لم يسعفهم الوقت لأخذها، وقد اعترفت القوات المهاجمة كما ورد في تاريخ الهاغانا سقوط ثلاثة من قواتها هم حاييم بن دور، عاموس غاليلي، حنان زلينغ.


شهادات من المذبحة

- بهية حمد إسماعيل جرادات: من مواليد 1915 تقول عن المذبحة "دخل اليهود القرية بأسلحة حديثة رشاشة إضافة إلى السلاح الأبيض وأخذوا يلقون القنابل على البيوت ويذبحون الناس بالسكاكين والبلطات، وقد أبيدت عدة عائلات مثل: دار أبو الشريف، ودار أبو رزق، وقد أبيدوا بالكامل".

- أم سعد: أحد السكان قتلوها مع أطفالها الثلاثة أصغرهم عمره 7 أيام، وتم ذبحهم بالسلاح الأبيض.

- حلوة سنوسة أحدى الأهالي فقد بقروا بطنها وهي حامل.

- عائلة أبو رزق: وكان رب البيت نائماً، ذبح له اليهود ستة أطفال وبعد ذلك أيقظوه وقالوا له قوم يا أبو رزق شوف أولادك شو صار فيهم، وعندما رأى ذلك فقد علقه وجن.

- سلمان عبد الله اللبدي: كان يمتلك باروده ويسكن معه ابنه محمد، وعندما بدأ الهجوم، أغلق الأبواب والشبابيك ووضع خلفها أثاث البيت، حتى لا يستطيع المهاجمون فتح الأبواب أو الشبابيك لكن اليهود هجموا على البيت بالقنابل، ودخلوا الدار ودارت معركة حامية داخل البيت ولكنه دافع ببسالة عن نفسه حتى انسحب اليهود.

- عوض جرادات وعائلته: تعرض لهجوم بالقنابل على بيته وألقيت داخله القنابل، وجرح جراء ذلك جميع أفراد العائلة وصعدت زوجة ابنه على سطح المنزل لتستغيث وتطلب العون وتصيح من مخيم الجيش الأردني الذي لم يكن بعيداً، لكن لا مجيب.


صمود القرية ونهايتها

ظلت القرية تقاوم وتدافع عن المدينة حتى الربيع، ولم تستطيع القوات الصهيونية إحتلالها، وبعد سقوط حيفا في أبريل 1948 وبمساعدة القوات البريطانية التي أعلنت هدنة في المدينة وإخلاء القرية من سكانها الذين اتجهوا صوب عكا .

وفي عام 1949 قام المستوطنون الصهاينة بالسكن في بلد الشيخ وأطلقوا عليها اسم تل حنان، وهي جزء من مستعمرة "نيشر" حاليا، 
نسبة إلى مصنع الاسمِنت القائم على أراضيها أيامالإحتلال الإنجليزي.

وما زال الكثير من المنازل والمتاجر العربية موجودا ويشغله سكان المستعمرة، ومقبرة القرية ما زالت موجودة وهي تضم جثمان الشيخ عز الدين القسام المجاهد الذي قاتل القوات البريطانية عام 1935 وأدى مقتله إلى اندلاع ثورة 1936 ضد الاحتلال البريطاني.


احدث المقالات